لا يترك الروحانيون وأهل الطاقة مجالاً إلا ويخترقونه لبث سمومهم من خلال هذا المجال سواء كان المجال استشفائيًا أو نفسيًا أو اقتصاديًا ، أو موسميًا …
وها قد جاءهم شهر رمضان فرصة كبيرة لاستغلال الحالة الإيمانية وإقبال المسلمين على الطاعات واحتياجهم النفسي إلى الطاعة وترك الذنوب وما في ذلك من الجو الإيماني الذي يحن إليه كل مسلم، فيأتي هؤلاء ليلبسوا على المسلمين الحق بالباطل من خلال كلماتهم البراقة (الطاقة الرمضانية، وكيف أحافظ على نوري الداخلي، كيف أسعى لتحقيق الروحانية العالية، …)، وفي أحيان كثيرة يجهل المتلقي حقيقة تلك الكلمات وخلفيتها الفلسفية.
ومن ضمن العبادات المخترعة ( إرسال النوايا )
إرسال نوايا سواء كانت بشكل فردي أو جماعي: نية امتلاك (سيارة، سكن، وظيفة،…)
الساعة كذا -في وقت محدد-
والاتفاق على هذا الإرسال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كإرسال نوايا جماعية في ليلة السابع والعشرين، فيدخل فيها الآلاف ثم يخرجون للناس ليخبروهم بأنه قد تم العمل بنجاح وتحققت النوايا والمرادات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أولاً: يجب أن يُعلم أن العبادات توقيفية، فلا يجوز لأحد أن يأتي بأمر يتعبد به إلى الله لم يفعله النبي ﷺ ، أو يأتي بما فعله النبي ﷺ ولكن بكيفية مخالفة.
قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: ((مَنْ أَحْدثَ في أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فهُو رَدٌّ)) متفقٌ عَلَيهِ.
وقال : ((….فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)).
فالطريق للوصول إلى الله لا يكون إلا بما شرعه الله.
ثانيًا: تزداد الطامة عندما نجد هؤلاء يأتون بطقوس وعبادات لديانات كفرية يريدون أن يلبسونها لباس الشرع، فيأخذون قطعة من هنا وقطعة من هنا وكأنهم يرقعون ثوبًا مهلهلاً ويقدمونه أنه أصل من أصول الدين.
ثالثًا: لعلنا نتعرف على حقيقة قانون النية وخلفيته الفلسفية وكيف ألبسوه ثوب الشرع، وحكمه؟
قانون النية أو قانون القصد والرغبة والنية
يزعم هذا القانون أن لقصد الإنسان ورغبته قدرة على تسخير ما في الكون لصالحه حيث إن الطاقة والمعلومات موجودة في كل مكان، والذي يتحكم بالكون هو الوعي الخالص، وهو يتأثر برغبة الإنسان أو قصده أو إرادته.
️أسلمة قانون النية والرد عليه
يلجأ بعض أصحاب قانون النية مع الأسف إلى تحريف معنى الحديث الصحيح (إنما الأعمال بالنيات) ويستدلون به على صحة قانونهم الباطل!
والحق أن معنى الحديث يدور في إخلاص النية لله ﷻ في العمل الصالح، وأن المؤمن إذا ابتغى وجه الله ﷻ بالعمل الصالح نال أجره وتقبل الله منه.
ولا شك أن ذلك المعتقد في قانون النية ناقض لإفراد الله بالألوهية والربوبية الذي هو أعظم حق لله تعالى على عباده، ومشتمل على كثير من البدع، ولبس الحق بالباطل، والقول على الله بلا علم. – د. ثريا السيف -دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة جامعة الامام محمد بن سعود